L'Observatoire des ChibAnis et ChibAniyates- مدونة خاصة بالاشخاص المسنين

jeudi 7 novembre 2013

أرامل يتقاضين 150 درهما في الشهر

  femme
هن سيدات كنّ حتى الأمس القريب يتمتعن بحياة زوجية سعيدة. كان الزوج يظلل عليهن بحبه ورعايته. وكان كل هم الواحدة منهن هو اختيار طبق الغذاء ووصفة العشاء وتنظيف البيت في انتظار رفيق الدرب وحبيب العمر. وفجأة انقلبت بهن مركب الحياة وسط بحر هائج من الأحزان بعد رحيل الزوج ليجدن الضياع والخوف من المستقبل في انتظارهن بدون سند سوى بضع مئات من الدراهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع كمعاش.
المعاش في القانون المغربي 
المعاش هو عبارة عن مبلغ من المال يتقاضاه الموظف إثر انتهاء خدمته بصورة نظامية أو إصابته بعجز دائم نسأل السلامة والعافية ، ويؤول إلى المستحقين عنه بعد وفاته ، وذلك مقابل المبالغ التي تقتطع من أجرته ومساهمات الدولة أو الجماعة المحلية أو المؤسسة العامة التابع لها . ويتولى الصندوق المغربي للتقاعد تسيير نظام المعاشاتالمدنية على جميع المستويات ، وخاصة منها: الإقتطاعات والمساهمات وأداء المعاشات.
أنواع المعاشات:
1- معاشات التقاعد

 يستفيد منها الموظفون والمستخدمون المحالون على المعاش، بطلب منهم أو ببلوغهم السن القانونية للإحالة على المعاش، أو المحذوفون من أسلاك الموظفين أو المستخدمين الذين أصيبوا بعجز أفقدهم القدرة على مزاولة أعمالهم .
2- معاشات الزمانة:

 هي المبالغ المالية التي يستفيد منها الموظف أو المستخدم بسبب عجز دائم ، ناتج عن جرح او مرض ، أصيب به أو تفاقم نتيجة إما في مزاولة الخدمة أو بسببها وإما بسبب قيامه بعمل في سبيل مصلحة عامة ، أو المخاطرة بحياته لإنقاذ حياة شخص أو أشخاص ، وكان العجز المصاب به لا يقل عن 25 % .
3- معاشات المستحقين:

 هي المبالغ المالية التي تستفيد منها أرامل ويتامى الموظفين والمستخدمين عند وفاة ذوي المعاش ،سواء كان معاش تقاعد أو زمانة .
4- معاشات الأبوين:
هي المبالغ المالية التي يستحقها والدا صاحب المعاش الأصلي الذي كان يعولهما ، ولا يستفيد منها الأبوان إلا إذا توفي الموظف نتيجة إصابة أو أمراض ناجمة عن ظروف أو في سبيل مصلحة عامة أو لإنقاذ روح بشرية.

  
هذه لمحة عامة عن المعاش كعائد مدى الحياة، ولكن أين هي الأوضاع المادية للأرامل بالمغرب في هذه المنظومة؟ ما هو مصيرهن؟ كيف يتدبرن أمورهن بعد غياب الزوج إلى الأبد؟ تساؤلات حاولنا التوصل إلى الإجابة عنها عبر تصريحات المعنيات بالموضوع بالدرجة الأولى وهن الارامل من جهة، وعبر تصريح الجهة المسؤولة عن هذا القطاع داخل دواليب الحكومة المغربية من جهة ثانية.
الملاحظة الأولى التي كانت في انتظارنا ونحن ننجز هذا التحقيق هي ضآلة المبالغ المخصصة لهذه الفئة من النساء، وهو الأمر الذي لا يتناسب مع أوضاعهن خاصة وأن معظمهن يعشن مرحلة صعبة هي أرذل العمر بكل مشاكله الصحية وسلبياته النفسية.
صعوبات ومشاكل جاءت على ألسنتهن في التصريحات التالية:

أقل من ربع الدخل

هذا ما تبقى للسيدة فاطمة (أرملة في الثامنة والأربعين وأم لأربعة أطفال) بعد انتقال زوجها إلى رحمة الله، وقد قالت لنا بالحرف:
لقد كان زوجي يحصل على ما لايقل عن 10000 درهم في الشهر. وبعد وفاته فوجئت بالمبلغ الهزيل الذي آل إلي رفقة صغاري الأربعة، وهو  درهم 2000، ولولا اشتغالي في الخياطة التي –ولحسن حظي وحظ ابنائي كنت قد تعلمتها قبل زواجي- لكان الفقر في انتظارنا لسنوات طويلة.

-أما السيدة السعدية ن.  فقد كشفت لنا عن معاناتها برقم أكثر ضآلة، حيث قالت لنا:
-بعد وفاة زوجي الذي كان يعمل كسائق لشاحنة والذي كان يكسب من عمله مبالغ طائلة خارج راتبه البسيط في شركة شحن البضائع التي كان يعمل بها، أعددت ملفا عريضا طويلا تعذبت كثيرا للحصول على كل الوثائق المطلوبة فيه، ولكن عندما حصلت على « التريميستا » صعقت وصعقت ابنتاي الاثنتان، فقد كان المبلغ لا يتجاوز الأربعمائة وخمسين درهما عدا ونقدا… وعن ثلاثة أشهر، أي أنه حكم عي وعلى بنتاي بأن نعيش على مبلغ 150 درهما في الشهر… تصوروا هذه المفارقة العجيبة… وبطبيعة الحال، فقد خرجت لسوق العمل كخادمة في البيوت غلى أن حصلت على عمل كمنظفة في إحدى الشركات بفضل تدخلات المحسنين جزاهم الله خيرا. ولولا ذلك لكان التسول هو مصيري لأعول ابنتي الاثنتين.

رحم الله أيام العز

هذا ما بدأت به السيدة أمينة ع. كلامها:
لقد كنت في وضع وصرت في آخر. وأتحدى أي مسؤول في المغرب أن يقول لي بأن معظم الأرامل يعشن في بحبوحة من العيش بالمغرب. لقد كان راتب زوجي يبلغ 3000 درهم. وكان في المساء يقود سيارة أجرة في ملك صديق له. المهم أنني كنت سيدة مدللة في بيتي ولم اكن اعرف شيئا عن العالم الخارجي إلا السوق التي كنت أتبضع منها ما أشاء وأشتهي إلى أن رزئت في زوجي الذي مات بسكتة دماغية مفاجئة، فوجدت نفسي أتجول على الإدارات بلباسي الأبيض حتى كونت ملفي. وهل تعلمون كم اتقاضى اليوم كمعاش وأنا في الثامنة والستين من العمر ومصابة بفيروس التهاب الكبد من نوع « س »؟ إن المبلغ لا يتجاوز  الأربعمائة درهم في الشهر. ماذا كنت سأفعل بها لولا إمدادات الأهل والمحسنين وأنا امراة مسنة ومريضة. إن الأرملة في المغرب ضائعة الحقوق. أقولها وكل من أراد الرد فأمامه بطاقات الأداء التي توجد بحوزة معظمنا والتي تدل على أرقبام مخجلة يفترض أن نقضي بها بقية العمر تحت عتبة فقر مدقع.

ويعتبر يوم الثالث والعشرين من يونيو من كل سنة يوما عالميا للأرامل. وقد أطلقت الفكرة منظمة لومبا الخيرية لإلقاء الضوء على مشاكل هذه الفئة الحساسة الأوضاع داخل كل مجتمعات العالموتسعى مؤسسة بداية بالتعاون مع برنامج دعم مشاريع الشباب الذي يعتبر المنظمة الرئيسة البداية إلى دعم الأمهات المطلقات والأطفال اليتامى والشابات اللواتي يتحملن مسؤولية إعالة الأسرة,ومساعدتهن على تحقيق طموحاتهن وتأسيس مشاريع خاصة بهن.‏
وقد تأسست المنظمة في عام 1997 في الهند لمساعدة العديد من ا لأرامل الفقيرات اللواتي لا تتيح لهن أوضاعهن توفير الرعاية والدعم الكافيين لأطفالهن.‏ وقد أدركت أمانة لومبا من خلال قيامها بهذا العمل أن وضع الأرامل في عدد من البلدان النامية في العالم خطير على حد سواء حيث يواجهن معاناة كبيرة، بينما ينشأ أطفالهن في ظروف فقر قاسية. وتسعى هذه المنظمة اليوم لمساعدتهن  بإزالة أثر الجرح الناجم عن فقدان الزوج وذلك من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي لهن.
وفي النهاية فإننا نتساءل كيف يمكن لسيدة أن تعيش على دخل شهري لا يتجاوز مبلغ 450 درهم فقط؟ كيف يمكن لزوجة فقدت زوجها أن تُدبّر أمورها بهذا المبلغ المهين في المغرب الذي نعرف جميعا مستوى الأسعار الذي وصلت إليه فيه كل المواد الغذائية والخدمات بدء بالماء والكهرباء؟؟؟
سؤال ينتظر جوابا إنسانيا ممن بأيديهم الأمر…
Zahira Sallaki

 0 0
 

Comments

0 comments